الرئيس التنفيذي لأدنوك يستعرض فرص الاستثمار والشراكات في دولة الإمارات خلال "منتدى بلومبرج للاقتصاد الجديد"
دولة الإمارات تمتلك سجلاً حافلاً بإبرام الشراكات الاستراتيجية الناجحة كعامل أساسي لاستقطاب الاستثمارات العالمية
الرئيس التنفيذي لأدنوك متفاءل بانتعاش الطلب على النفط ويؤكد على أهمية التركيز على خفض التكاليف
أكد على قوة ومتانة العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية وحرص الدولة على تعزيز العلاقات عبر مختلف المجالات
أدنوك تطور منظومة صناعية في مجال التكرير والبتروكيماويات من شأنها توفير فرص متميزة للمستثمرين الدوليين
وأوضح معاليه أن دولة الإمارات، وبفضل الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة، قد أرست منظومة موثوقة وذات مصداقية عالية استطاعت جذب شركاء ومستثمرين عالميين على الرغم من الوضع الاقتصادي الذي يشهده العالم حالياً. وقال: "نحن نستفيد بشكل أساسي من المزايا التنافسية والأصول المتميزة التي تتمتع بها دولة الإمارات، ومنها على سبيل المثال، وفرة المواد الخام من النفط والغاز، والبنية التحتية عالمية المستوى، والخدمات اللوجستية المتطورة، والموقع الجغرافي الاستراتيجي في ملتقى طرق التجارة بين الشرق والغرب، وإطار العمل التنظيمي الراسخ، والاستقرار المالي للاقتصاد. هذه جميعها مزايا فريدة وجاذبة تسهم في استقطاب مستثمرين دوليين استراتيجيين إلى دولة الإمارات ممن يسعون لبناء شراكات بعيدة المدى".
وأضاف: "هناك أيضاً ميزة أساسية تستفيد منها دولة الإمارات، ألا وهي مصداقيتنا وسجلنا التاريخي القوي الحافل بالإنجازات كشريك موثوق، إذ تمتلك الدولة تاريخاً طويلاً في إبرام العديد من الشراكات الاستراتيجية طويلة المدى والناجحة والتي ساهمت في ترسيخ مكانة دولة الإمارات وجهةً لاستقطاب الاستثمارات النوعية والذكية".
وأشار معاليه إلى مثال في قطاع التكرير والبتروكيماويات، حيث تقوم أدنوك بتوسيع عملياتها لإنشاء مركز عالمي للبتروكيماويات والمشتقات في دولة الإمارات. وقال: "نحن نعمل على تطوير منظومة صناعية من شأنها توفير فرص متميزة للعديد من المستثمرين الدوليين حول العالم لإبرام شراكات نوعية. وفيما نواصل جهودنا لتنويع اقتصادنا، هناك العديد من الفرص الجديدة المتاحة من خلال المزايا التنافسية المتوفرة لدينا والتي توفر عامل جذب للمستثمرين الدوليين".
وتناول معاليه خلال الجلسة حالة الاقتصاد العالمي وأسواق النفطـ، حيث أوضح أن الطلب على النفط أظهر الكثير من المرونة، مشيراً إلى أن هناك بوادر للتفاؤل وضرورة للتركيز على خفض التكاليف.
وقال معاليه: "إذا أخذنا الطلب على النفط كمؤشر للنشاط الاقتصادي، نرى بداية عودة هذا النشاط، فعلى سبيل المثال حتى في أدنى مستويات الطلب على النفط في مارس وأبريل، كان استهلاك العالم عند مستوى 75 مليون برميل يومياً، كما أن انخفاض الطلب العالمي إلى ما دون 90 مليوناً كان لمدة 12 أسبوعاً فقط. وإذا نظرنا إلى المناطق المختلفة حول العالم، نجد أن أوروبا، على سبيل المثال، تشهد تباطؤاً في النمو بسبب قيود جائحة كوفيد-19 الجديدة. بينما تشهد الولايات المتحدة الأمريكية تعافياً قوياً على الرغم من الجائحة، وكذلك الحال في الأسواق الأسيوية".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى نكون حذرين لكن في الوقت ذاته، هناك ما يدعو إلى التفاؤل، وأنا على قناعة من أننا سوف نجتاز هذه المرحلة ونحن أقوى بكثير مما كنا عليه. وباعتقادي أن ما يجب علينا فعله هو الحفاظ على المرونة والاستمرار في التركيز على العوامل التي يمكننا التحكم بها".
وأشار معاليه إلى أن التركيز على خفض التكاليف يعد عاملاً مهماً للحفاظ على المرونة، لافتاً إلى أن أدنوك مستمرة بالعمل على خفض التكاليف في إطار النقلة النوعية التي بدأتها قبل أربع سنوات.
وفي إجابته على سؤال حول الإدارة الجديدة المنتخبة في الولايات المتحدة الأمريكية، أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر على قوة ومتانة العلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعد أحد أقدم الأصدقاء والحلفاء الاستراتيجيين لدولة الإمارات.
وقال معاليه: "تتلاقى مصالحنا وقيمنا المشتركة في العديد من المجالات والمسارات، وتجمعنا رؤية مشتركة لتحقيق السلم وضمان التقدم وتمكين الازدهار في منطقة الشرق الأوسط. وهناك توافق بيننا على العديد من القضايا مثل مواجهة التطرف والقوى التي تقوض الاستقرار في المنطقة والعالم، وكذلك التعاون لبناء مستقبل مزدهر وأفضل، لا سيما لشباب هذه المنطقة، ونتطلع إلى البناء على هذا الأساس مع الإدارة الجديدة".
وأضاف معاليه إن دولة الإمارات تتطلع إلى العمل والتعاون مع الإدارة الجديدة في مجالات عديدة تشمل الحد من تداعيات تغير المناخ والاستفادة من إمكانيات الدولة وقدراتها المتطورة في مجال الطاقة المتجددة والنووية وكذلك تقنيات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه.
وقال معاليه: "بالرغم من أننا دولة نفطية، إلا أننا سعينا بشكل استباقي إلى استخدام الطاقة المتجددة وتطوير برنامج لالتقاط واستخدام وتخزين الكربون. ونستضيف اليوم المقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة ’آيرينا‘. وكانت الإمارات أول دولة خليجية توقع على اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، وأول دولة في المنطقة لديها أهداف واضحة تجاه الطاقة المتجددة".
وأضاف: "لدينا في دولة الإمارات اليوم اثنين من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم، ونواصل تطوير وتعزيز هذه التقنيات والمساهمة في خفض تكاليفها. كما أصبحت دولة الإمارات أول مشغل للطاقة النووية السلمية في الوطن العربي من خلال محطة ’براكة‘ التي ستساهم في الحد من الانبعاثات بمقدار 21 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً".
وفي ختام حديثه، أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر أن دولة الإمارات تتطلع قدماً لمواصلة تعزيز وتوثيق علاقات التعاون مع أصدقائها وحلفائها في الولايات المتحدة في كافة المجالات بما يحقق تطلعات البلدين الصديقين وشعبيهما ووفقاً للمنافع المتبادلة والمصالح المشتركة".
وتعد أدنوك واحدة من 10 شركاء مؤسسين لـ "منتدى بلومبرج للاقتصاد الجديد" الذي تأسس في عام 2018 بهدف المساهمة في إيجاد حلول للتحديات التي خلقها مرور الاقتصاد العالمي بمرحلة انتقالية تقودها قوى صاعدة أبرزها الصين والهند إضافة إلى أفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية. وينعقد المنتدى افتراضياً في الفترة من 16 إلى 19 نوفمبر الجاري.